- كاسيي لوسكين Casey Luskin.
في
مقال تم نشره مؤخرا فيScience Daily يعترف
بأن السبب وراء حدوث الإنفجار الكامبري كان دائما عبارة عن "لغز".
"نتائج
الإنفجار الكامبري موثقة بشكل جيد في السجل الأحفوري، لكن السبب –لماذا و متى حدث
ذلك و لعل أيضا الدافع الذي من أجله لم يحدث شيء مماثل لما وقع منذ ذلك الحين-
يعتبر لغزا"
و لكن
حسب هذا المقال فإن "اللغز" الآن قد تم حله بشكل أساسي.
الحل؟
إنه بسيط: كانت هناك كمية كبير من الترسب في المحيط.
هذا
البحث المنشور في مجلة الطبيعة Nature و
الذي تم نشره في Science Daily يعبر
عن هذه الفكرة بلغة أكثر تقنية: "عوامل غير طبيعية من الترسب الكيميائي"
منذ 540-840 مليون سنة "تشير إلى زيادة في القلوية المحيطية" و
"ضرر كيميائي مكثف للقشرة الأرضية" و "فترة مطولة من التعرية
القارية بشكل كلي". حسب المقال فإن هذا ربما أثر في التركيبة الكيميائية لماء
البحر خلال الوقت الذي كانت فيه الكائنات البحرية التي "تعيش في أعماق أقل
تعرف عملية توسع مكثف" الشيء الذي "ربما أدى إلى تطور التمعدن الحيوي"
و إلى "الإنفجار الكامبري" و إلى التنوع البيئي و التصنيف الإحيائي الذي
تلى ظهور حيوانات خلال حقبة الطلائع الحديثة (من ألف مليون سنة إلى 542 م.س).
أي
بمعنى آخر أن كمية كيميائية كبيرة في الماء كانت نتيجة التعرية القارية أدت إلى
الإنفجار الكامبري.
حسنا،
فالشخص المتشكك سيجيب بكل ثبات أنه لا يلاحظ على أن الترسب الملقى في المحيط يمكنه
أن تسبب في زيادة مفاجئة في المعلومة الجينية، و ليس هناك أي تجربة لأي ترسب
استطاع إضافة أشكال جسدية جديدة، إلخ.
فهذا
المقال لا يهتم بتفسير أصل المعلومة الجينية الجديدة الضرورية لبرمجة التصاميم
الجسدية المعقدة التي تظهر بشكل مفاجئ في الانفجار الكامبري. فهو في الحقيقة، لا
يفسر الإنفجار الكامبري ككل و إنما يحاول تفسير الظاهرة بشكل سطحي.
فالدليل
الذي تم تقديمه في ما تم نشره هو أن الترسبات الكيميائية سمحت للحيوانات الأولية
باكتساب أشكال صلبة كالقشرة الصلبة و الصدف و الهياكل التي تتحجر بشكل أسهل. كما
تم تأكيده في المقال: "ففرضيتنا هي أن التنوع المعدني قد تطور كجواب للفائض
المتزايد للمواد الناتجة عن التعرية القارية."
فالدليل
يشير إلى أن الإنفجار الكامبري لا يمثل في الواقع تطور حيوانات جديدة و إنما فقط
قدرتها على تشكيل أجزاء صلبة بإمكانها أن تتحول إلى مستحاثات. من الممكن أنه قبل
الكامبري كانت هناك حيوانات ذوات أجساد رخوة إلا أنها لم تتحول إلى مستحاثات.
فوجهة
النظر هذه تقترح أن الإنفجار الكامبري لا يمثل تطورا فجائيا للأشكال الجسدية
الحيوانية وإنما فقط ظهور بنيات استطاعت التحول إلى مستحاثات. كما يؤكد المقال،
فإن طبقة الكامبري "تخزن أول مجموعة حيوانية أساسية ذات هياكل، الشيء الذي
جعل أن معظم علماء المستحاثات (paleontologue)يأولون ذلك كبرهان على البيانات الخاصة بوصف طبقات
الأرض و على السجل الغير المكتمل لتطور الحيوانات الأولية." بيت القصيد هنا
هو جعل الإنفجار الكامبري أقل انفجارا. (لأن الانفجار لا يكون سوى فجأة)
إلا
أنه هناك مشكل مع وجهة النظر هذه: فمستحاثات الحيوانات ذوات الأجساد الرخوة تظهر
بشكل متكرر في الطبقة الصخرية التي تحوي الإنفجار الكامبري، فالكامبري لا يمثل فقط
الظهور الفجائي للكائنات ذوات الأجزاء الصلبة. ففي بحث تم نشره في مجلة
الطبيعة "Nature" في عام 2010 ثم ذكر "الحفاظ الرائع على الحيوانات ذوات
الأجساد الرخوة و الرقيقة في ترسبات منطقة Burgess Shale." و يفسر سيمون كونواي موريس (Simon Conway
Morris) ذلك بالقول:
"مجموعة
الحيوانات البحرية ذوات الأجزاء الرخوة المنتمية للكامبري الأوسط و السفلي تعتبر
مكون أساسي في تأويل الإشعاعات التكيفية في بداية دهر البشائر (الانفجار الكامبري)"
(Simon Conway Morris,
"Burgess Shale faunas y la explosión cámbrica," Ciencia , vol. 246 (4928)
:339-346 (20 de octubre 1989).
فحسب
كونواي موريس، حينما نعتبر نحن بأن نماذج Burgess Shale، التي تنتمي للانفجار الكامبري لا أكثر و لا أقل من
95 في المئة لديهم أجساد رخوة و هياكل رقيقة". على هذا النحو، في الوثائقي
"معظلة داروين Darwin´s Dilema" فهو يؤكد أن:
"أظن أن السجل الأحفوري الذي ينتمي للكامبري
يوجد في وضع مكتمل بشكل مثر للدهشة. أظن أن لعله أكثر إكتمالا مما نتصور. و السبب
الذي يجعل هذا الأمر يبدو هكذا و هو اعتبار علم وصف طبقات الأرض (Stratigraphy)في كل العالم إذا قمت بجمع صخرات من الكامبري في كلس
(Gales)على سبل المثال سأجد عدة مستحاثات، أما إذا ذهبت إلى
الصين فربما لن أجد نفس المستحاثات إلا أنني سأجد نفس أصناف المستحاثات. و إذا
درست صخرات العصر الكاربوني في كندا فسأجد على أنه نفسها الموجودة في هذا البلد.
بهذا الشكل سنجد أنفسنا أمام مجموعة رائعة من الحيوانات و النباتات التي تأخذنا
عبر الزمن الجيولوجي. فالإطار العام يكتسب الآن وجهة النظر هذه."
لهذا
فإن الانفجار الكامبري يعتبر كما لو أنه حدث عالمي لظهور حيوانات ذات أشكال صلبة و
أيضا ذوات أجساد رخوة. إنه عبارة عن حدث واقعي و ليس مجرد تخريجة لسجل أحفوري غير
مكتمل.
فإن
زيادة الترسب الكيميائي الذي حدث خلال زمن الانفجار الكامبري، الذي تم ذكره من
قبل، لا يفسر الظهور الفجائي لجينات جديدة و لا لمعلومات جينية أخرى ضرورية لإنتاج
أشكال جسدية جديدة. إذا كانوا يحاولون أن نقبل بأن كميات كبيرة من الترسبات تفسر
الأصل الفجائي لأشكال جسدية جديدة، فهذا سوف يجعل من الإنفجار الكامبري لغزا غير
قابل للتفسير.
التعريف بالكاتب:
كاسي
لاسكين (Casey Luskin). محام، درس الماجيستير في العلوم و القانون. نال B.Sو M.Sفي
علوم الأرض بجامعة كاليفورنيا بسان دييغو. يهمل في معهد ديسكافري كمنسق لمركز
العلوم و الثقافة. كان قد قام من قبل ببحث جيولوجي في مؤسسة Scripps Institution for
Oceanograpgy (1997-2002)
تمت
الترجمة من موقع:
Muchas suerte amigo mío..
ردحذف