الأربعاء، 24 فبراير 2016

حوار الجنينين المؤمن و الملحد

     
      في بطن أم حامل كان هناك جنينين. فسأل أحدهما الآخر:

 
-         هل تؤمن بالحياة بعد الولادة؟
-         بالتأكيد، شيء ما يجب أن يكون بعد الولادة. ربما نحن هنا لأننا بحاجة لكي نستعد لما سيأتي من بعد.
-         إنها مجرد حماقات لا توجد حياة بعد الولادة. كيف ستكون هذه الحياة؟
-         لا أدري... ولكن سيكون هنالك بالتأكيد ضوءا أكثر من هنا. ربما سنمشي على أرجلنا وسنتغذى بأفواهنا.
-         هذا شيء سخيف المشي شيء مستحيل. الأكل عن طريق الفم؟ هذا أمر مضحك إنه فقط الحبل السري الذي يضمن غذاءنا. سأقول لك شيئا: الحياة بعد الولادة أمر ملغي تماما والحبل السري هو جد قصير ولا يمكنه أن يغذينا فيما بعد.
-         ولكنني أعتقد أنه يجب أن يكون هنالك أمر ما. قد يكون مغايرا شيئا ما عما قد تعودنا عليه هنا.
-         ولكن لم يعد أحد قط من هناك بعد الولادة. فالولادة هي نهاية الحياة. وفي آخر المطاف فالحياة ليست سوى وجود مقلق في ظلام دامس دون أي معنى.
-         بصراحة إنني لا أدري كيف ستكون الحياة بعد الولادة ولكننا بالتأكيد سنرى أمنا وهي سوف تعتني بنا.
-         ماذا قلت؟ أمنا؟ هل تؤمن بوجودها؟ أين تظن أنها موجودة؟
-         أين؟ في كل ما يدور من حولنا. إننا نحيا فيها وبفضلها. وبدونها لم يكن هذا العالم ليوجد.
-         ولكنني لا أؤمن بذلك لأنني لم أرى أبدا هذه الأم التي تتحدث عنها. وبالتالي فالمنطق يقول أنها غير موجودة.
-         ولكننا من حين لآخر عندما يسود الصمت يمكنك سماعها وهي تغني وأن تحس بها وهي تداعب عالمنا.
-         هل تعلم؟ إنني أؤمن بوجود حياة حقيقية تنتظرنا وأننا الآن فقط نستعد لاستقبالها...

الكاتب غير معروف
            مترجم - بتصرف