الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

التصميم المذهل لخضاب الدم يقضي على مزاعم نظرية التطور

كلما تقدم العلم إلى الأمام، كلما تبين لنا أن كل  كائن حي خلقه الله عز وجل إلا و يملك نظم و بنيات معقدة و تصاميم مدهشة يؤدي كل طرف فيها وظيفته الحيوية الخاصة به. أما في هذا المقال سوف نتكلم عن نظام نقل رائع موجود في أجسادنا إلا أننا نادرا ما نتوقف عنده قصد التأمل فيه، هذا النظام هو: خضاب الدم أو اليحمور.

خضاب الدم هو عبارة عن بروتين محمول داخل خلايا الدم الحمراء تكمن وظيفته في إلتقاط الأوكسجين من الرئتين و تسليمه لباقي الأنسجة الموجودة في الجسم بهدف الحفاظ عليه كما يقوم بنقل ثاني أوكسيد الكربون من هذه الأنسجة في اتجاه الرئتين قصد التخلص منه.

إلا أنه حسب نظرية التطور فإن أي نظام أو تصميم معقد ما هو سوى نتيجة لطفرات لا وعي لها و التي تعمل عن طريق الحظ. فالبرغم من أن الطفرات لا تملك أعينا لكي ترى و لا عقلا لكي تفكر، فإن دعاة التطور يزعمون أن هذه الآليات هي المسؤولة  عن خلق كل شيء و عن إعطاء كل نظام و بنية معقدة تصميمها و وظيفتها الخاصة.
و الآن فلنطرح السؤال التالي:
إذا كانت الطفرات اللاواعية هي التي أنتجت كل الأشكال و النظم المعقدة، فكيف استطاعت أن تمنح لخضاب الدم القدرة على نقل الأوكسجين لكل الجسم و طرح ثاني أوكسيد الكربون منه؟  فالطفرات لا تملك أي دراية عن ما هو الأوكسجين و لا عن مصدره و لا حتى إلى أين يجب أن يتم نقله، و بالرغم من هذا فلقد استطاعت أن تعلم بأنه كان من الضروري إمتلاك هذه الآلية قصد نقل الأوكسجين إلى جميع أنحاء الجسد و أنه بدون هده الآلية سوف لن يستطيع أحد البقاء على قيد الحياة.؟؟
إنه لشيء مثير للضحك أن يتم إيعاز نظام النقل المعقد هذا إلى آليات لا تملك وعيا حتى بوجودها. إن كل نظرية قائمة على الحظ و على التدخلات العشوائية لا تصلح أبدا بأن تدعي أن لها صلة بالعلوم. و مع ذلك فإن التطوريين يتمسكون بها قصد إعطاء مصداقية لإلحادهم باسم العلم مما يبرز لنا أن هذه النظرية ما هي إلا إيديولوجية ملحدة تختبئ وراء قناع العلم.
كيف استطاعت الطفرات التي لا وعي لها أن تعلم بوجود الأوكسجين الذي سوف يتوجب توزيعه بشكل دقيق و أن تعلم أيضا بأن هناك ثاني أوكسيد الكربون الذي يجب طرده من الجسم و هكذا قررت القيام  ببرمجة كل ذلك في معلوماتنا الوراثية؟ 
و كما يقول القرآن الكريم، هؤلاء الناس لا يتفكرون و إذا ما تفكرو في خلق الله فإنهم يعزون ذلك إلى الصدف العمياء و التدخلات العشوائية: " أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون" (الروم: الآية 6)
و يقول أيضا: "إن في خلق السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين وفي  خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون" (الجاثية: 3-5)

الخميس، 27 يونيو 2013

روعة الخلق: السلحفاة كايمن تهدم تفسيرات التطوريين.

قبل البدء بقراءة هذا المقال حاول أن تتكهن قليلا. ما الذي يبدو لك في هذه الصورة؟

ماذا لو قلت لك أن الذي رأيته هو في الحقيقة عبارة عن دودة خادعة لاصقة في لسان السلحفاة كايمن و التي تستعملها من أجل جذب الفرائس إليها بالضبط كما يفعل الصيادون عندما يضعون الديدان في صنارتهم؟
في داخل فمها، تملك هذه السلحفاة العجيبة عند طرف لسانها دودة خادعة من أجل جذب السمك إليها. فمن أجل أن تصطاد، تبقى هذه السلحفاة مدة طويلة فاتحة فمها وسط الماء من دون أن تحرك أي شيء باستثناء هذه الدودة الخادعة. و عندما تقترب أي سمكة من أجل تناولها في هذه اللحظة تنقض عليها هذه السلحفاة بسرعة و قوة كبيرتين.
حتى شكل هذه السلحفاة يساعدها على الصيد بحيث أنه يصعب التمييز بين شكل رأسها و شكل الصخر الموجود في الماء و هو ما يربك السمك الذي لا بشعر غالبا بوجودها.

فالسؤال الذي يجب أن نطرحه هنا هو: كيف استطاعت الطفرات التي لا وعي لها و تعمل عن طريق الصدف العمياء من أن تمنح هذه السلحفاة هذه الخاصية الفريدة في الصيد و ذلك عن طريق برمجة معلوماتها الوراثية؟    
فحسب مزاعم التطوريين فإن هذه الدودة الخادعة التي تملكها هذه السلحفاة ظهرت عن طريق طفرات لا وعي لها استطاعت عن طريق الصدف العشوائية أن تعدل الجينات الوراثية لهذا الحيوان. إلا أننا عندما نلاحظ طبيعة الطفرات و علاقتها بظهور طريقة الصيد هذه يتضح لنا من أن هذه التفسير ما هو إلى ضرب من الخيال لا أساس له و يستعمله دعاة التطور من أجل تجنب الحديث عن وجود تصميم ذكي راجع إلى تدخلات واعية و ذكية و ليس إلى الصدف العمياء.
أما الكلمة السحرية التي يستعملها العديد من دعاة التطور للإجابة على هذه الظاهرة فهي كلمة "التكيف" و ذلك بهدف خداع الناس باسم العلم. فلا يمكن لأي حيوان في العالم أن يمنح لنفسه أشكال وظيفية معينة لأن ذلك يتطلب منه القيام بتعديل جيناته الوراثية بنفسه حسب البيئة التي يعيش فيها و هذا لا يستطيع حتى خبراء في الهندسة الوراثية  القيام به نظرا لدرجة تعقيده.
مع كل هذا الذي تم توضيحه يمكن إدراك استحالة تشكل هذه الأنواع الحيوانية المدهشة عن طريق آليات لاوعي لها. أما الأخطاء العشوائية في بنيات معقدة فهي لا تؤدي سوى إلى حدوت تشوهات. فقبول التفسير اللامنطقي و اللاعلمي لدعاة التطور فما هو سوى وسيلة للهروب من الحقيقة الواضحة و للدفاع بشكل أعمى عن نظرية تقوم على أساس الحظ و الصدف العمياء بهدف عدم قبول فكرة وجود خالق عظيم لهذا الكون الجميل و الدقيق.
"هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (لقمان: 11)

الاثنين، 24 يونيو 2013

التمويه عند الحيوانات يهدم مزاعم دعاة نظرية التطور

يعتبر التمويه في عالم الحيوانات طريقة رائعة للتخفي من المفترسين و هذه الطريقة تعتمد بالأساس في اكتساب هذه الحيوانات أشكالا و ألوانا متشابهة مع المحيط الذي تعيش فيه. فهذه إستراتيجية تسمح لها بالهروب من الحيوانات المفترسة التي لا تستطيع التمييز بينها و بين الأشكال الطبيعية المحيطة بها. و هذه التقنية تستعمل أيضا في المجال الحربي لأنها تشتت بصر العدو و تربكه.
كيف استطاعت الطفرات التي لا عين لها و لا ذاكرة
 لها أن تنسخ أشكال طبيعية في جينات هذه الحشرات
 من دون أن ترى هذه الأشكال مسبقا؟
و الآن فلنطرح السؤال التالي: كيف استطاعت هذه الحيوانات اكتساب أشكال مشابهة تماما مع المحيط الذي تعيش فيه؟ هذا السؤال قد طرح العديد من المشاكل لنظرية التطور بحيث يهدم تفسيراتهم القائمة على الحظ و على التدخلات العشوائية. فحسب دعاة التطور فإن كل تغير يعرفه شكل كل حيوان فهو راجع إلى أخطاء و تغيرات عشوائية نتيجة لطفرات لا وعي لها. إلا أن هذا التفسير الغير المنطقي لا يتسع أمام هذه الظاهرة الغير العادية المبنية على نسخ أشكال طبيعية و لصقها أو إعادة برمجتها في البنية الجينية للحيوان.
لكي نتمكن من القيام بأي عملية نسخ لأشكال معينة في العالم فيجب التوفر أولا على الآليات الأساسية من أجل القيام بهذه العملية، و العنصر الأساسي هنا، و الذي لا تتوفر عليه الطفرات، هو الذاكرة لأن بدون هذه الأخيرة يستحيل تخزين المعلومات الخاصة بشكل أو صورة معينة من أجل نسخها بعد ذلك كما هو الحال بالنسبة للآلات الناسخة التي تقوم بعملية النسخ و التي تتوفر على ذاكرة تمكنها من حفظ المعلومات المأخوذة من الشكل المنسوخ قصد إعادة نسخه بعد ذلك.
أما تفسير هذه الظاهرة عن طريق الصدف العمياء فهذا لا يتطابق لا مع العلم و لا مع المنطق لأن هذه الظاهرة تتكرر مع حيوانات من أنواع مختلفة و تعيش في بيئات أيضا مختلفة تماما (لاحظ الصور في الأسفل) و هو ما يشير إلى وجود مصمم و خالق ذكي قام ببرمجة المعلومات الوراثية لهذه الحيوانات بشكل يتناسب مع بيئة كل واحد منها.
أما الكلمة السحرية التي يستعملها العديد من دعاة التطور للإجابة على هذه الظاهرة فهي كلمة "التكيف" و ذلك بهدف خداع الناس باسم العلم. فلا يمكن لأي حيوان في العالم أن يمنح لنفسه أشكال معينة لأن ذلك يتطلب منه القيام بتعديل جيناته الوراثية بنفسه حسب البيئة التي يعيش فيها و هذا لا يستطيع حتى خبراء في الهندسة الوراثية  القيام به نظرا لدرجة تعقيده. فهذا الإدعاء يشبه إلى حد كبير التصديق بإمكانية أن يتحول الإنسان إلى كائن بحري إذا ما صار يعيش حياته  الكاملة وسط البحر بعد مرور ملايين السنين.
مع كل هذا الذي تم توضيحه يمكن إدراك استحالة تشكل هذه الأنواع الحيوانية المدهشة عن طريق آليات لاوعي لها. أما الأخطاء العشوائية في بنيات معقدة فهي لا تؤدي سوى إلى حدوت تشوهات. فقبول التفسير اللامنطقي و اللاعلمي لدعاة التطور فما هو سوى وسيلة للهروب من الحقيقة الواضحة و للدفاع بشكل أعمى عن نظرية تقوم على أساس الحظ و الصدف العمياء بهدف عدم قبول فكرة وجود خالق عظيم لهذا الكون الجميل و الدقيق.
و في الختام، فأنا أطلب منك عزيزي القارئ أن تتمعن جيدا في هذا السؤال الذي أراه كافيا لقلب الطاولة على دعاة التطور:
 إذا كانت هذه الحيوانات قد اكتسبت هذه الأشكال عن طريق طفرات لا وعي لهل و لا عقل لها. فهل يستطيع شخص أعمى و فاقد للذاكرة أن يرسم منظرا طبيعيا معينا في لوحة دون أن يكون قد رآه و لا حتى أن يكون قد تلقى أي معلومات بخصوصه و تكرار هذه العملية لعدة مرات؟
و صدق الله العظيم الذي يقول في كتابه العزيز: "هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات و ما في الأرض و هو العزيز الحكيم" (الحشر: 24)
و الآن أترككم مع هذه الصور المدهشة:























الأحد، 23 يونيو 2013

تصميم الحيوان المنوي يقضي على نظرية التطور

عثمان حجيرة.

      عندما نتأمل في أنفسنا و في تصميم أجسامنا يتبين لنا أننا عبارة عن آلة رائعة تحوي بدورها عدة آلات مصغرة بداخلها و كلها تعمل بشكل منسجم و مثالي. فكل عضو من الأعضاء و كل خلية من الخلايا تم تصميمها وفق نظام رائع و معقد بشكل مذهل.
أما في هذا المقال سوف نركز على خلية نعرفها جميعا و لكن قليلة هي المرات التي نقف لكي نتأمل في تصميمها. هذه الخلية هي الحيوان المنوي.
كما هو معلوم، الحيوان المنوي هو عبارة عن خلية مشيجية ذكورية وظيفتها الأساسية تكمن في نقل المعلومات الوراثية الذكورية إلى مبيض الأنثى بهدف تلقيحه. و من أجل إنجاز هذه المهمة فإن الحيوان المنوي يضطر إلى قطع مسافات طويلة و شاقة و لذلك فهو يحتاج إلى وسيلة نقل تيسر له هذا السفر الممتع، إذا ما الحل؟ و أي جهاز تنقل يمكن أن يستقله الحيوان المنوي حتى يستطيع أن يأتي بك عزيزي القارئ إلى الوجود؟ فالخصية التي لا عقل لها قد قامت بتدبير هذا الأمر بنفسها و بدون أن تدري هي ذلك قامت بمنحه سوطا يسمح له بالتحرك بشكل حر داخل الجهاز التناسلي للأنثى بعد عملية القذف. و هذا السوط يعتبر مكونا أساسيا في كل مراحل الإخصاب بحيث أن عدم توفره يؤدي حتما إلى انقطاع هذه العملية الحيوية لأن الحيوان المنوي سوف يفقد القدرة على الحركة و بالتالي سوف لن يستطيع الوصول إلى المبيض و تخصيبه. و لكن، من أين لهذا السوط بالطاقة التي تمنحه الحركة؟ فهذا الأمر أيضا قامت الخصية التي لا وعي لها بتدبيره بحيث زودت السوط بكمية كبيرة من الميتوكندريات التي تقوم بإنتاج الطاقة اللازمة طوال مدة السفر هذه.   
في هذه الصورة يلاحظ التطابق المذهل بين تصميم الحيوان المنوي  الذي يتم إنتاجه داخل الخصية التي لا وعي لها و لا عقل لها و بين الجهاز التناسلي للأنثى بحيث يستحيل تفسيره عن طريق الصدف العمياء.
إلا أنه حسب نظرية التطور، فإن كل تغير على مستوى شكل و وظيفة كل كائن حي يرجع أساسا إلى أخطاء و تغيرات عشوائية ناتجة عن طفرات لا وعي لها. إلا أن هذا التفسير اللامنطقي لا يسع أمام هذا التصميم المعقد للحيوان المنوي. فالآلية التي يقترحها دعاة التطور لا تملك وعيا حتى تدرك أن الحيوان المنوي بحاجة فعلا إلى السوط و أن من دون هذا الأخير سوف لن يستطيع القيام بمهمة الإخصاب التي من أجلها خلق. أما التفسير القائم على الانتخاب الطبيعي و الذي يؤدي إلى التطور التدريجي فهذا ليس سوى مجرد هراء لأن الإنتخاب الطبيعي لا يعمل أصلا سوى مع الأنظة الوظيفية و بالتالي فإن عدم  توفر السوط سيؤدي حتما إلى فقدان النظام وظيفته بأكملها مما سيئودي إلى انقطاع النسل البشري. وقد بين هذه الحقيقة الدكتور في علم الكيمياء الحيوية الشهير ميشيل بيهي في كتابه: "الصندوق الأسود لدارون"

"فأي نظام معقد تعقيدا لا يقبل الإختزال سوف يشكل تحديا حقيقيا لنظرية التطور. فبما أن الإنتخاب الطبيعي لا ينتقي سوى الأنظمة ذات وظائف فأي نظام بيولوجي لا يمكن أن يكون قد تم إنتاجه تدريجيا فهذا يدل على أنه كان عليه أن يظهر طوحدة متكاملة منذ أول وهلة حتى يستطيع الإنتخاب الطبيعي العمل بشكل إيجابي" (1)

إذن، كيف استطاعت الخصية التي لم ترى أبدا كيف هو شكل جهاز الأنثى التناسلي أن تنتج حيوانات منوية متطابقة تماما معه؟ كيف استطاعت أن تدرك بأن هذه الحيوانات المنوية بحاجة إلى هذا السوط حتى تستطيع التنقل عن طريقه بالرغم من أنها لم ترى قط كيف هو شكل جهاز الأنثى التناسلي و لا كيفية عمله؟ و هل يمكن تفسير كون الحيوانات المنوية تعتبر الخلايا الوحيدة في جسم الإنسان التي تمتلك هذا السوط بالصدفة؟
هذه الأسئلة قد سددت ضربة قوية لنظرية التطور فأمام هذه التصميم المتطابق تماما لا يسع أي تفسير قائم على الحظ و على التدخلات اللاواعية لآليات عمياء. ذلك أن الخصية تعتبر عضوا معقدا لا يقبل الإختزال و لا تمتلك وعيا حتى بوجودها، و مع ذلك تنتج بشكل تلقائي حيوانات منوية متطابقة تماما مع شكل و وظيفة جهاز الأنثى التناسلي لاعبة بذلك وظيفة حيوية و حساسة أثناء عملية التوالد.

الوضع يزداد تعقيدا:

فلنفترض عزيزي القارئ أن معضلة السوط قد تم حلها و لنفترض لوهلة واحدة أن الآليات الداروينية استطاعت تطوير آلية التنقل المعقدة هذه رغم استحالة ذلك. فهل السوط وحده يكفي لأداء هذه المهمة بشكل صحيح؟ فلنضرب مثالا على ذلك، تخيل أنك سفير لبلد ما و عليك القيام بتبليغ رسالة إلى ملك بلاد أخرى و تخيل أنه لا يسمح لأي كان بالدخول إلى قصر الملك سوى لمن يملك المفتاح السري. و ماذا لو لم يكن هناك مفتاح سري؟ فما الذي سيحدث؟ فسوف ينقضي الزاد و ستنقضي معه الطاقة التي تسمح لمحرك  آلية التنقل بالدوران و ستكون النتيجة الحتمية هي الموت. فهل تظن أن من أرسلك قد أهمل هذه الجزئية؟ كلا، فكل حيوان منوي مجهز بمفتاح يمَكّنه من ولوج قصر البويضة و هذا المفتاح هو عبارة عن بروتين يسمى إيزومو Izomo يستعمله الحيوان المنوي من أجل إذابة غشاء البويضة و أي بروتين آخر غير هذا سيكون دون جدوى و دون فاعلية. ماذا يعني هذا؟ يعني أن أي تغير بسيط في السلسلة الببتيدية للبروتين كاستبدال حمض أميني بآخر سيؤدي إلى انهيار النظام بأكمله.

 ها أنت يا أيها السفير قد دخلت القصر و نجوت من الموت المحقق. لكن، ما الحاجة الآن لك بوسيلة التنقل التي تملكها؟ فهي لم تعد صالحة. ثم إن إدخالها سيؤدي حتما إلى تدمير البويضة من الداخل و بالتالي سوف لن تنجز المهمة. إذا ما العمل؟ فلا يوجد أي بديل من تركها خارجا (و هذا السلوك الواعي هو ما يقوم به الحيوان المنوي بالضبط).

هذا كله و لحد الآن لم نرى أي ردة فعل من جانب سكان القصر فهم لا زالوا لا يعرفون شيءا بقدومك، (لأنهم مأمنين بفضل نظام المفتاح السري لذلك فهم يعلمون بأن من سيدخل لا يمكن أن يكون غريبا عليهم) إذن كيف يمكن إخبارهم بوصولك؟ و كيف يمكن إشعار الملك بقدومك حتى يتهيأ لاستقبالك؟ فكل هذا الأمر قد تم التخطيط له بعناية و دقة فائقة، فالحيوان المنوي يملك بروتينا آخر يسمى  PLC-Zeta حيث يقوم بتحرير أيونات الكالسيوم لإيقاظ البويضة و بدأ التلقيحو كما قلت من قبل فأي بروتين آخر غير PLC-Zeta فسوف لن يؤدي إلى إتمام المهمة و بالتالي إلى انقراض البشرية. أعود و أكرر:  ماذا يعني هذا؟  يعني أن أي تغير بسيط في السلسلة الببتيدية للبروتين كاستبدال حمض أميني بآخر سيؤدي إلى انهيار النظام بأكمله. هل لاحظت ذكاء و علم من أرسلك للقيام بهذه المهمة؟ و هل تصدق أن من منحك كل هذه الخصائص هي أعضاء لا وعي لها و لا عقل لها؟ 
       
و أخيرا أطلب منك عزيزي القارئ أن تفتح قلبك و عقلك جيدا و التمعن في هذا السؤال:
إذا كان حسب دعاة التطور أن هذا التصميم هو نتاج طفرات لا وعي لها و تعمل عن طريق الحظ و الصدف العمياء، فكيف استطاعت هذه الطفرات التي لا أعين لها لكي ترى و لا عقل لها لكي تفكر أن تبرمج جيناتنا الوراثية بأن تمنح للخصية القدرة على إنتاج حيوانات منوية تتوفر على هذا السوط لكي تتنقل  و على البروتينات و الطاقة الأساسيين مع العلم أنها (الطفرات) لم تطلع أبدا على شكل الجهازان التناسليان للذكر و الأنثى؟ و هل يمكن تفسير ذلك بالتطور التدريجي مع العلم أن البشرية لا يمكنها البقاء على قيد الحياة سوى مع وجود كل هذه المكونات الضرورية؟

 فالجواب واضح  وضوح الشمس في وسط النهار، فإن كل الأنظمة و البنيات المعقدة التي تملكها جميع الكائنات الحية لا يمكن أن تكون أبدا نتيجة للصدف العمياء عن طريق آليات لا وعي لها. و مع ذلك فإن دعاة التطور يلجأون إلى هذه التفسيرات المضحكة قصد تجنب الحديث عن وجود تصميم ذكي ذو تعقيد لا يقبل الاختزال من صنع خالق لهذا الكون ذو قدرة و علم لا متناهي.
فالصدف العمياء و الطفرات العشوائية لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تقوم بخلق و تصميم نظام معقد و متناسق. و هذا فقط مثال بسيط من بين العديد من الأمثلة الموجودة في الطبيعة.
"أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه، قال من يحيي العظام و هي رميم. قل يحييها الذي 
أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم"(سورة يس: 75-77)




المراجع:
  1. Behe, M. (1996) Darwin's Black Box: The Biochemical Challengue to Evolution, 10th ed. (2006) Free Press, New York, p. 39.