يعتبر التمويه في عالم الحيوانات طريقة رائعة
للتخفي من المفترسين و هذه الطريقة تعتمد بالأساس في اكتساب هذه الحيوانات أشكالا
و ألوانا متشابهة مع المحيط الذي تعيش فيه. فهذه إستراتيجية تسمح لها بالهروب من
الحيوانات المفترسة التي لا تستطيع التمييز بينها و بين الأشكال الطبيعية المحيطة
بها. و هذه التقنية تستعمل أيضا في المجال الحربي لأنها تشتت بصر العدو و تربكه.
كيف استطاعت الطفرات التي لا عين لها و لا ذاكرة لها أن تنسخ أشكال طبيعية في جينات هذه الحشرات من دون أن ترى هذه الأشكال مسبقا؟ |
و الآن فلنطرح السؤال التالي: كيف استطاعت
هذه الحيوانات اكتساب أشكال مشابهة تماما مع المحيط الذي تعيش فيه؟ هذا السؤال
قد طرح العديد من المشاكل لنظرية التطور بحيث يهدم تفسيراتهم القائمة على الحظ و
على التدخلات العشوائية. فحسب دعاة التطور فإن كل تغير يعرفه شكل كل حيوان فهو
راجع إلى أخطاء و تغيرات عشوائية نتيجة لطفرات لا وعي لها. إلا أن هذا التفسير
الغير المنطقي لا يتسع أمام هذه الظاهرة الغير العادية المبنية على نسخ أشكال
طبيعية و لصقها أو إعادة برمجتها في البنية الجينية للحيوان.
لكي نتمكن من القيام بأي عملية نسخ لأشكال
معينة في العالم فيجب التوفر أولا على الآليات الأساسية من أجل القيام بهذه
العملية، و العنصر الأساسي هنا، و الذي لا تتوفر عليه الطفرات، هو الذاكرة لأن
بدون هذه الأخيرة يستحيل تخزين المعلومات الخاصة بشكل أو صورة معينة من أجل نسخها
بعد ذلك كما هو الحال بالنسبة للآلات الناسخة التي تقوم بعملية النسخ و التي تتوفر
على ذاكرة تمكنها من حفظ المعلومات المأخوذة من الشكل المنسوخ قصد إعادة نسخه بعد
ذلك.
أما تفسير هذه الظاهرة عن طريق الصدف العمياء
فهذا لا يتطابق لا مع العلم و لا مع المنطق لأن هذه الظاهرة تتكرر مع حيوانات من أنواع
مختلفة و تعيش في بيئات أيضا مختلفة تماما (لاحظ الصور في الأسفل) و هو ما يشير
إلى وجود مصمم و خالق ذكي قام ببرمجة المعلومات الوراثية لهذه الحيوانات بشكل
يتناسب مع بيئة كل واحد منها.
أما الكلمة السحرية التي يستعملها العديد من
دعاة التطور للإجابة على هذه الظاهرة فهي كلمة "التكيف" و ذلك بهدف خداع
الناس باسم العلم. فلا يمكن لأي حيوان في العالم أن يمنح لنفسه أشكال معينة لأن
ذلك يتطلب منه القيام بتعديل جيناته الوراثية بنفسه حسب البيئة التي يعيش فيها و
هذا لا يستطيع حتى خبراء في الهندسة الوراثية القيام به نظرا لدرجة تعقيده. فهذا الإدعاء يشبه
إلى حد كبير التصديق بإمكانية أن يتحول الإنسان إلى كائن بحري إذا ما صار يعيش
حياته الكاملة وسط البحر بعد مرور ملايين
السنين.
مع كل هذا الذي تم توضيحه يمكن إدراك استحالة
تشكل هذه الأنواع الحيوانية المدهشة عن طريق آليات لاوعي لها. أما الأخطاء
العشوائية في بنيات معقدة فهي لا تؤدي سوى إلى حدوت تشوهات. فقبول التفسير
اللامنطقي و اللاعلمي لدعاة التطور فما هو سوى وسيلة للهروب من الحقيقة الواضحة و
للدفاع بشكل أعمى عن نظرية تقوم على أساس الحظ و الصدف العمياء بهدف عدم قبول فكرة
وجود خالق عظيم لهذا الكون الجميل و الدقيق.
و في الختام، فأنا أطلب منك عزيزي القارئ أن
تتمعن جيدا في هذا السؤال الذي أراه كافيا لقلب الطاولة على دعاة التطور:
إذا
كانت هذه الحيوانات قد اكتسبت هذه الأشكال عن طريق طفرات لا وعي لهل و لا عقل لها.
فهل يستطيع شخص أعمى و فاقد للذاكرة أن يرسم منظرا طبيعيا معينا في لوحة دون أن
يكون قد رآه و لا حتى أن يكون قد تلقى أي معلومات بخصوصه و تكرار هذه العملية لعدة
مرات؟
و صدق الله العظيم الذي يقول في كتابه
العزيز: "هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في
السماوات و ما في الأرض و هو العزيز الحكيم" (الحشر: 24)
و الآن أترككم مع هذه الصور المدهشة:
احسنت
ردحذف