الخميس، 6 مارس 2014

محكمة كيتزميلر: السوط البكتيري، هل تم دحضه؟ الرد على الدليل الضعيف الذي قدمه كين ميلر (الجزأ الأول). ء

كاسي لاسكين (Casey Luskin)

في قضية Kitzmiller v. Dover حكم القاضي جون إ جونس (John E. Jones) بشكل قاس ضد الصحة العلمية للتصميم الذكي بإعلانه أن التعقيد الغير القابل للاختزال لسوط البكتيريا الذي تم تقديمه من طرف المدافعين عن التصميم الذكي خلال الحكم قد تم دحضه من طرف الشاهد و الخبير في البيولوجيا من الجهة الداعية للدعوى الدكتور كينيد ميلر Kenneth Miller. هذا الأخير أول بشكل خاطئ تعريف التعقيد الغير قابل للاختزال المشار إليه من طرف إحدى أشهر منظري التصميم الذكي مايكل بيهي عندما قدم حججه و فند حجج خصومه على أساس خاصية ضعيفة جدا في البرهان. وفقا لما جرى، ميلر قام بطرح أن التعقيد الغير القابل للاختزال يمكن دحضه إذا ما وجدت خارج ذاك النظام وظيفة أخرى مفصولة عن نظام سابق لنظام معقد بشكل لا يقبل الاختزال، مقترحا بذلك أن النظام السابق يمكن أن يكون قد تم إشراكه في النظام الأخير عبر العملية التطورية في التكيف المسبق.

 مع ذلك، فالتوصيف الذي قام به ميلر يتجاهل تماما أن التعقيد الغير القابل للاختزال يتم تعريفه عن طريق إثبات قدرة النظام الأخير على التطور في تسلسل عبر مراحل و هو ما لا يمكن إيجاد أي وظيفة له في كل مرحلة من هذه المراحل. فقط يمكن تحديد ما إذا كان النظام معقدا "تعقيدا يقبل الإختزال" أم "تعقيدا لا يقبل الاختزال" و ذاك بحذف عناصر من النظام حتى يتم تحديد وظيفية كل مرحلة من المراحل الإنتقالية. فالقدرة على البحث عن دور ما لجزأ معزول، كما هي وظيفة التطعيم التي يقوم بها نظام الإفراز من النمط الثالث (الذي يتشكل تقريبا من ربع جينات السوط البكتيري)، لا ينفي التعقيد الغير القابل للاختزال للنظام النهائي. علاوة على ذلك، فميلر قد تجاهل أن التفسير التطوري لنظام ما يتطلب شيءا أكثر من التكامل البسيط للأجزاء. و كتحليل أخير لما جرى، فإن شهادة ميلر لا تدحض في الواقع التعقيد الغير القابل للاختزال حتى لا نترك المتتبعين لقضية كيتزميلر (Kitzmiller) مع التصور الخاطئ على أن الأصل التطوري للسوط البكتيري قد تم حله.

تقديم: تعريف التعقيد الغير القابل للاختزال.

البيولوجي و منظر التصميم الذكي مايكل بيهي (Michael Behe) يعرف التعقيد الغير القابل للاختزال مع بالأخذ في الإعتبار ما إذا كان يمكن ملاحظة هل بإمكان نظام بيولوجي معين أم لا أن ينشأ إنطلاقا من عملية تطورية عبر عدة مراحل. عرَّف بيهي التعقيد الغير القابل للاختزال في كتابه "الصندوق الأسود لداروين":

"أعلن داروين في كتابه أصل الأنواع:

"إذا كان من الممكن إثبات وجود أي عضو معقد لا يُرجَّح أن يكون قد تكَّون عن طريق تحولات عديدة ومتوالية وطفيفة، فسوف تنهار نظريتي انهياراً كاملاً"

و النظام الذي يتفق مع معيار داروين هو النظام المعقد تعقيدا لا يقبل الاختزال، و عندما أقول أنه معقد بشكل لا يقبل الاختزال فأنا أقصد نظاما واحدا مكون من أجزاء مترابطة بشكل صحيح تتفاعل فيما بينها من أجل تأدية وظيفة معينة بحيث إذا نقص أو تلف جزء واحد فقط من هذه الأجزاء فكل النظام يتوقف عن العمل " (1)

 خلال محاكمة Kitzmiller فإن مايكل بيهي شهد لصالح التصميم الذكي معطيا كدليل على ذلك أن السوط البكتيري هو عبارة عن بنية  بيولوجية تظهر فعلا تعقيدا لا يقبل الاختزال. السوط البكتيري هو عبارة عن ليف يدور في شكل لولب مدفوع بمحرك يسمح للبكتيريا بالتنقل في وسط سائل (2). و مع ذلك، عند النطق بالحكم فإن قرار القاضي جونس اختلف مع تصريحات بيهي و زعم أن هذا الأخير يجهل كيف أن التطور قادر فعلا على إنتاج بنيات معقدة كالسوط البكتيري:

"الدكتورين ميلر Miller و باديان Padian شهدوا أن مفهوم بيهي Behe بخصوص التعقيد الغير القابل للاختزال يقوم على أساس جهل الأشكال التي يعمل بها التطور. بالرغم من أن الدكتور بيهي أعطى تعريفا دقيقا للتعقيد الغير القابل للاختزال عندما قال أن السابق الذي "ينقصه جزء واحد فقط فهو لا يصلح للعمل أصلا" و ما يود أن يقوله هو بكل وضوح هو أنه سوف لن تكون له نفس الوظيفة بالمقارنة مع النظام الذي يتوفر على كامل أجزائه. مثالا على ذلك، في حالة السوط البكتيري فإن عزل جزء منه ربما سيؤدي إلى فقدانه لوظيفته كمحرك دوراني. إلا أن الدكتور بيهي يستبعد في تعريفه إمكانية عمل سابق السوط البكتيري ليس كمحرك دوراني  ولكن بشكل آخر، كنظام إفراز" (3)

فيما يلي تقييم لنتائج القاضي بخصوص التعقيد الغير القابل للاختزال في سوط البكتيريا:

تجاهل التكيف المسبق؟

في قضية كيتزميلر، القاضي جونس استعمل مصطلح "التكيف المسبق" (Exaptation) من أجل وصف كيف أن أي جزء يمكنه القيام بدور محدد في الخلية، فقط لكي يتم استعماله فيما بعد من طرف نظام لا يقبل الإختزال من أجل القيام بوظيفة أخرى مختلفة. في نص أكاديمي معروف جدا، "علم الأحياء التطوري" (Evolutionary Biology) يصف التكيف المسبق كالتالي:

"ستيفن جي كولد و إليزابيط فربا 1982 (Stephen Jay Gould and Elisabeth Vrba) يشيران إلى أنه إذا كان إعتبار التكيف كميزة قد تطورت عن طريق الإنتخاب الطبيعي و الذي يمتلك وظيفة عادية فذلك يتطلب مصطلح مختلف لتلك الخصائص التي لم تتطور انطلاقا من تلك الوظيفة التي تقوم بها حاليا كما هو الحال بالنسبة للعظام الجوفاء عند الطيور و خطوط إلتئام عظام الجمجمة عند الثدييات اليافعة. هما يشيران إلى أن تلك الصفات التي تطورت إلى وظائف أخرى، أو لكي لا تقوم بأي وظيفة على الإطلاق، و لكنهم اشتركوا من أجل  وظيفة جديدة فيجب تسميتهم ب"التكيف المسبق". " (4)

لقد ادعى القاضي في حكمه أن مايكل بيهي يجهل التكيف المسبق كوسيلة  لتفسير أصل التعقيد البيولوجي:
"من خلال تعريف التعقيد الغير القابل للاختزال بالشكل الذي قام به الأستاذ بيهي فهو يحاول إقصاء ظاهرة التكيف المسبق انطلاقا من تعريفه متجاهلا بذلك الدلائل المتوفرة  التي تدحض برهانه." (5)

فقرار القاضي جونس على أن بيهي يجهل "التكيف المسبق" مبني على شهادة الدكتور كينيث ر.ميلر (Dr. Kenneth R. Miller) التطوري و الشاهد الخبير في البيولوجيا و هو من الجهة المدعية خلال الحكم. فالدكتور ميلر شهد أن التعقيد الغير القابل للاختزال سيتم دحضه إذا ما استطاع أحد ما إيجاد أي وظيفة أخرى لكل جزء ثانوي للنظام بأكمله:

"افتراض بيهي مبني على أن أجزاء نظام ذو تعقيد غير قابل للاختزال لا يمكن أن تكون لها وظائف مفيدة. و بالتالي يجب أن نكون قادرين على أخذ السوط البكتيري و تفكيكه إلى أجزاء و اكتشاف أن أيا من أجزائه لم تكن صالحة لأي شيء، إلا عندما نقوم بتجميعها كلها في السوط" (6) 

فتوصيف ميلر للتعقيد الغير للاختزال غير دقيق على الإطلاق. خصوصا أن ميلر قد استعمل برهانه في حالات بيولوجية واقعية حيث يؤكد أن بعض الأنظمة الثانوية للسوط البكتيري يمكنها أن تلعب أدوارا أخرى في عدة كائنات حية. على سبل المثال، ميلر لاحظ أن نظام الإفراز من الصنف الثالث (TTSS) الذي يستعمل تقريبا 1/4 من الجينات المتداخلة في السوط (7) يمكن استعماله من طرف بكتيريا مفترسة لحقن السموم في الخلايا حقيقيات النوى. وفقا لميلر، فوجود (TTSS) يظهر أن السوط البكتيري لا يعتبر نظاما لا يقبل الاختزال. مع ذلك، فتقديم ميلر لبرهان نظام الإفراز من الصنف الثالث يحتوي ثلاث مشاكل رئيسية:

أ‌-     الخبراء يؤكدون أن نظام TTSSهو من تطور من السوط و ليس العكس.
ب‌- بيهي و غيره من أنصار التصميم الذكي قد كان لديهم علم مسبق منذ زمن طويل ب "التكيف المسبق" و قد لاحظوا عدة مشاكل في هذا النوع من التفسيرات.   
ت‌-ميلر صنف بشكل خاطئ كيف يمكن اختبار التعقيد الغير القابل للاختزال و لم يدحض سوى القش السطحي لهذا المفهوم المشار إليه من طرف بيهي.



1- من ظهر الأول؟ هل نظام TTSS أم السوط (أم أيا منهما)؟

أولا، يجب التذكير أن السلطة العلمية الرائد في النظاميات البكتيرية ميلتون ساير (Milton Saier) لا يزال يعتقد أن نظام الإفراز TTSS هو من تطور من السوط و ليس العكس مما يجعل أن الطرح الذي قدمه ميلر يعتبر مشكوكا فيه بشكل كبير. و بالرغم من أن ساير يعترف أن هناك من لا يتفق معه إلا أنه لا يزال يؤكد أن TTSS قد تطور من السوط:

"بخصوص السوط البكتيري و TTSS فعلينا اعتبار ثلاث إمكانيات (و فقط ثلاثة): أولا: TTSS ظهر أولا؛ ثانيا: نظام السوط هو من ظهر الأول؛ ثالثا: كلا النظامين تطوروا من سابق مشترك. حاليا يوجد فقط القليل من المعلومات المتوفرة للاختيار من الإمكانيات الثلاثة بدقة. و كما يحدث عادة عندما نقوم بفحص البراهين التطورية فالباحث عليه أن يركز على الاستنتاج و الحدس المنطقيين. فحسب حدسي الشخصي و البراهين التي نوقشت أعلاه فأنا أفضل الطريق الثاني. و أنت ما رأيك؟" (8)

2- أجوبة واضحة لبيهي  بخصوص إستئناف تفسيرات التكيف المسبق:

 ثانيا، لدحض إدعاءات القاضي جونس على أن بيهي "يحاول تجاهل ظاهرة التكيف المسبق إستنادا إلى تعريفه" و ما تم عرضه من طرف ميلر على أن "افتراض بيهي يقوم على أن أجزاء نظام لا يقبل الاختزال لا يجب أن تكون لهم وظيفة مفيدة،" فلنلق نظرة على بعض المقاطع من كتاب: "العلبة السوداء لدارون"  الذي يشير فيه بيهي إلى الصعوبات التي تعتري البراهين الخاصة بالتكيف القبلي عندما يتحدث عن تطور الهدب:
"بما أن الهدب معقد تعقيدا لا يقبل الاختزال فلا يوجد أي طريق مباشر يمكنه أن يؤدي إلى ظهوره. على هذا الأساس، فالقصة التطورية للهدب يجب تصورها كطريق ثانوي أو غير مباشر، ربما بتكيف الأجزاء التي كانت في الأصل مستعملة لغرض آخر." (9)

"مثالا على ذلك، افترض أنك تحاول صناعة مصيدة فئران. ربما لديك في مرآبك قطعة خشبية كالتي يتم استعمالها للامساك بالمثلجات عند بيعها (من أجل توفير القطعة الخشبية)، النابض عثرت عليه في ساعة قديمة، و قطعة معدنية على شكل مُخْل (للمطرقة)، إبرة للخياطة لاستعمالها كعارضة للإثبات و سدادة القنينة التي تحلو لك لاستعمالها كالفخ. لكن هذه القطع لا يمكنها أن تشكيل مصيدة فئران صالحة من دون القيام بتعديلات واسعة عليها، و حتى إذا ما حدث هذا التعديل فسوف لن تستطيع أن تعمل كمصيدة للفئران. فالوظائف السابقة لهذه الأجزاء تجعلها غير مناسبة للقيام بدور جديد كجزء من نظام معقد. في حالة الهدب توجد مشاكل مشابهة. فأي بروتين متحول يتم ضمه إلى الأنابيب الدقيقة بشكل عشوائي سيؤدي إلى تعطيل وظيفة هذه الأنابيب باعتبارها طرقا سيارة للتنقل. فالبروتين الذي يربط الأنابيب الدقيقة فيما بينها بشكل عشوائي بإمكانه تشويه شكل الخلية – كما أنه سيُشوَّه أي مبنى إذا ما تم وضع السلك بشكل خاطئ و الذي عشوائيا يمكنه سحب الدعائم التي يرتكز عليها هذا المبنى. البروتين الرابط الذي يوحد بين الأنابيب الدقيقة من أجل تكوين بنيات الإرتكاز فهو عادة يجعلها أقل مرونة بخلاف النكسين الذي هو عبارة عن بروتين أكثر ليونة. فأي بروتين محرك غير مضبوط جيدا إذا ما تسلل بشكل اعتباطي إلى هذه الأنابيب الدقيقة سوف يؤدي إلى الضغط عليها و بالتالي إلى افتراقها عوض أن يجعلها تتحدب و تنغلق بشكل ملائم. الهدب البدائي لا يمكن أن يكون قد ظهر على سطح الخلية أما إذا لم يظهر هناك فإن النبض الداخلي يمكن أن يعطل الخلية؛ و لكن حتى إذا ما كان قد ظهر على سطح الخلية فالبروتينات المحركة من المحتمل أنها كانت سوف لن تكون كافية لتحريك الهدب. و حتى لوتحرك الهدب فأي حركة ضعيفة سوف لن تحرك الخلية بالضرورة. و حتى لو تحركت الخلية فإن حركتها ستكون غير منظمة و سوف لن تستجيب لأي حاجة من حاجيات الخلية." (10)

و قد أكد بيهي أيضا من قبل على أن التطور لا يتأتى دائما عبر الطريق المباشر:

"عند التحدث عن أي نظام ذو تعقيد لا يقبل الاختزال (و كنتيجة لا يمكنه أن يكون قد تم إنتاجه بشكل مباشر) فلا يمكن لأحد استبعاد إمكانية الطريق الغير المباشر لأن ذلك يزيد من تعقيد النظام الذي يتفاعل فيه كل جزأ من الأجزاء المتداخلة في تركيبه و بالتالي فإن إمكانية الطريق الغير المباشر تسقط بشكل سريع. و بما أن عدد الأنظمة الغير القابلة للاختزال في تزايد فإن يقيننا  بدحض معيار الفشل الذي وضعه داروين يرتفع إلى أقصى ما يمكن أن يعترف به العلم." (11)

و كنتيجة لذلك، و على عكس تصريحات القاضي جونس و ميلر، ترك بيهي على الطاولة إمكانية أن الأجزاء يمكن أن يكون قد تم اختيارها بشكل مشترك انطلاقا من أنظمة أخرى و لا يبتعد كليا عن هذا الإعتراض (فحتى الشريط الأساسي و التمهيدي بخصوص التصميم الذكي بعنوان "Unlocking The Mystery of Life"  فهو يتحدث عن برهان الخيار المشترك.). لقد شرح بيهي على أن وجود كل أجزاء النظام لا يعتبر كافيا: فيجب التوفر على إرشادات التجميع المناسب لتلك الأجزاء. و بالتالي فيجب التوضيح على أن ميلر قدم ميز بشكل خاطئ البراهين التي قدمها بيهي متجاهلا دحض هذا الأخير لنظرية "الخيار المشترك" و مشيرا بشكل غير صحيح أن بيهي قد قال "أن أجزاء النظام الغير القابل للاختزال لا يمكن أن تكون لهم وظيفة مفيدة (خارج هذا النظام)".

3- التمييز الغير الصحيح لميلر بخصوص التعقيد الغير القابل للاختزال.  

عند إعادة ما أكده ميلر يتبين لنا أنه شهد على أن التعقيد الغير القابل للاختزال يمكن دحضه إذا ما استطاع النظام الثانوي القيام بمهمة أخرى داخل الخلية:
"افتراض بيهي مبني على أن أجزاء نظام ذو تعقيد غير قابل للاختزال لا يمكن أن تكون لها وظائف مفيدة. و بالتالي يجب أن نكون قادرين على أخذ السوط البكتيري و تفكيكه إلى أجزاء و اكتشاف أن أيا من أجزائه لم تكن صالحة لأي شيء، إلا عندما نقوم بتجميعها كلها في السوط" (12)
فالسؤال يأخذ الشكل التالي: بماذا يختلف الدليل الذي قدمه بيهي عن الذي قدمه ميلر؟ في الواقع فإن بيهي يطرح التعقيد الغير القابل للاختزال كاختبار مع الأخذ في الاعتبار بنية النظام بأكمله. فالتعقيد الغير القابل للاختزال يعمل على مجموعة من الأجزاء و ليس على جزء واحد بمفرده. و حتى لو تم إيجاد وظيفة منفصلة للنظام الثانوي فهذا الأخير لا يدحض النظام الغير القابل للاختزال و عدم القدرة على تطوير نظام ككل.

فلنعد التعريف الذي قدمه بيهي:

"في كتابه "أصل الأنواع" ذكر دارون:

"إذا كان من الممكن إثبات وجود أي عضو معقد لا يُرجَّح أن يكون قد تكَّون عن طريق تحولات عديدة ومتوالية وطفيفة، فسوف تنهار نظريتي انهياراً كاملاً" "

و النظام الذي يتفق مع معيار داروين هو النظام المعقد تعقيدا لا يقبل الاختزال، و عندما أقول أنه معقد بشكل لا يقبل الاختزال فأنا أقصد نظاما واحدا مكون من أجزاء مترابطة بشكل صحيح تتفاعل فيما بينها من أجل تأدية وظيفة معينة بحيث إذا نقص أو تلف جزء واحد فقط من هذه الأجزاء فكل النظام يتوقف عن العمل.
و على هذا المنوال، و وفقا لدارون، فالتطور يحتاج لأن يكون النظام أو أجزاءه الثانوية قادرين على أداء وظيفة ما خلال أي خطوة تطورية نحو تطور النظام النهائي حتى ولو كانت صغيرة. يمكن لأحد ما أن يجد جزأ ثانوي وظيفي خارج النظام النهائي و حتى أنه يمكن لنظام كلي أن يوجد مع عدة نقاط على طول "الطريق التطوري" و هو ما يطرح في الشك فكرة القدرة على العمل عبر "تغيرات عديدة و متوالية و طفيفة" و لكنه من الضروري تأكيد هذا الأمر حتى نستطيع في القريب التحدث عن التطور التدريجي.

بالتالي فإن ميلر ميز بشكل خاطئ الدليل الذي قدمه بيهي كما لو أنه كان كل تركيزه منصبا حول لا وظيفية الأجزاء الثانوية بينما أن البرهان الذي قدمه بيهي يركز بالفعل على قدرة النظام بأكمله على التركيب بالرغم من أن الأجزاء المكونة له تمتلك وظائف أخرى خارج وظيفة النظام النهائي. 


لقراءة الجزء الثاني من المحاكمة اضغط هنا

التعريف بالكاتب:
كاسي لاسكين (Casey Luskin). محام، درس الماجيستير في العلوم و القانون. نال  B.Sو  M.Sفي علوم الأرض بجامعة كاليفورنيا بسان دييغو. يعمل في معهد ديسكافري كمنسق لمركز العلوم و الثقافة. كان قد قام من قبل ببحث جيولوجي في مؤسسة Scripps Institution for Oceanograpgy (1997-200

تمت الترجمة من:

http://www.discovery.org/scripts/viewDB/filesDB download.php?command=download&id=747

      المراجع:


(1) Michael Behe, Darwin's Black Box, pg. 39 (Free Press, 1996)

(2) للحصول على تفاصيل ثقنية أخرى بخصوص مختلف مكونات السوط البكتيري إقرأ:
David J. DeRosier, Spinning Tails, Current Opinion in Structural Biology, 5:187-193 (1995)

(3) قرار كيتزميلر. ص.74. كل مراجع قرار القاضي جونس في قضية كيتزميلر توجد في: http://www.pamd.uscourts.gov/kitzmiller/kitzmiller_342.pdf

(4) Douglas J. Futuyma, Evolutionary Biology (3rd ed. 1998), pg. 355.

(5) قرار كيتزميلر. ص.76.

(6) شهادة الدكتور كينيت ميلر. اليوم 1. الفترة المسائية. ص.16.

(7) Scott A. Minnich y Stephen C. Meyer, Genetic Analysis of coordinate flagellar and type III regulatory circuits in pathogenic bacteria, pg. 8, at http://www.discovery.org/scripts/viewDB/filesDB-download.php?id=389

(8) Milton Saier, "Evolution of bacterial type III protein secretion systems," Trends in Microbiology, Vol 12 (3) pg. 113-15, Marzo, 2004.

(9) Michael Behe, Darwin’s Black Box, pg. 65-66.

(10) Michael Behe, Darwin’s Black Box, pg. 66-67.

(11) Michael Behe, Darwin’s Black Box, pg. 40.

(12) شهادة الدكتور كينيت ميلر. اليوم 1. الفترة المسائية. ص.16.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق